Thursday, May 24, 2012

الفرح العادل


"تونس بلد الفرح الدائم" , عبارة بالرغم من كثرة ما كنا نسمعها في الاذاعات و التلفزة التونسية  لم تمثلنا و لا عبرت يوما  عن شعورنا لكثرة  ما كنا نراه من اختلال, بل كانت  فقط  تعبر عما كان بن علي و اتباعه يحسونه  على حساب شعب تسلقوه سلما لينالوا كل ما يبتغون .  
 اي فرح و اي سعادة  كان الطاغية يحسب انه كان يمكن ان يوهم بها  شعبا مقموعا و مظلوما و  محروما !!! 
اي فرح كان يمكن ان يوهم به  شعبا سلبت منه حلاوة  كونه تونسي و لم يستردها الا  بعد خلع الحكم البوليسي !!!!!.
عندما كانت تونس سبعة تصورسعادة في  مناطق من العاصمة , كسيدي بوسعيد و حلق الواد و الشمال  و مناطق من الساحل كالقنطاوي  و الحمامات  ومنتجعات سياحية و الوان من البهجة , بينما  تتستر على تعاسة في سيدي بو زيد و تالة والقصرين ومناطق اخرى مهمشة,
استطاع حكم الطاغية و قتها الى حد ما ان يفهم التعساء في  هذه المناطق  ان لا مجال للمقارنة و ان قدرهم وجغرافيتهم لا يمكن الا ان تحكمها التعاسة والفقر و  الاقصاء.
ولكن التمادي في التهميش و غياب العدل  اوصل بعض  هؤلاء الى درجة ان  فقدوا  قيمة الحياة , لتمتزج التعاسة بالمرارة بالفقر بالظلم بالنار; كما فعل البو عزيزي( و غيره )عندما احرق نفسه .
نار اشعلها على جسده ليموت  و اشعلها على ضمائر كل التونسيين الشرفاء و المظلومين لتحيى .
توحدت كلمة التونسيين من الشمال الى الجنوب " بن علي ديقاج ", عندما الغوا تصنيف هذا الطاغية لمن يكون تعيسا و من يكون سعيدا و تمسكوا بوحدة تونس وطالبوا بالعدل .
فدفع الكثير بحياته و صحته في سبيل انعتاق الارض و العباد و  في سبيل  الحرية و في سبيل العدل و في سبيل  الحلم .
حلم اكيد ان كل التونسيين الشرفاء يرى فيه العدالة في  السعادة و الفرح.
تونس بعد الثورة  تتنفس حرية , ونحن  في احضان هذه الحرية اتمنى ان لا ارى فرقا بين  كل ولايات تونس  في التنمية و ان تكون تونس بلد الفرح العادل و ان تفشل كل محاولات الجبناء و المتعصبين في تفريقنا و التسبب في تعاستنا  . 
 اننا  كما  توحدنا للاطاحة بنظام غاشم ,  اتمنى  ان نبقى متوحدين في سبيل توزيع خيرات البلاد بالتساوي و العدل بين كل الجيها.
  فلا يجب ان تحرم جهة  لتنعم جهة اخرى,  حيث ان على المدن التي همشها بن علي ان تحضى بنفس الاهتمام و ان تعيش السعادة .
و كل عاقل يعلم  ان نظام بن علي ما كان ليسقط لو كان العدل قائما , فالنظام لا يتحقق الا بالعدل.

No comments:

Post a Comment